الصفحة الرئيسية
>
شجرة التصنيفات
كتاب: فتوح البلدان (نسخة منقحة)
المنذر بن حسان بن ضرار أحد بنى مالك بن زيد، شرك في دم مهران يوم النخيلة.792- قالوا: فلما انصرف عروة بعث حذيفة على جيشه سلمة بن عمرو بن ضرار الضبي، ويقال البراء بن عازب، وقد كانت وقعة عروة كسرت الديلم وأهل الرى، فأناخ على حصن الفرخان ابن الزينبدى والعرب يسمونه الزينبي، وكان يدعى عارين.فصالحه ابن الزينبي بعد قتال على أن يكونوا ذمة يؤدون الجزية والخراج، وأعطاه عن أهل الرى وقومس خمسمائة ألف على أن لا يقتل منهم أحدا ولا يسبيه ولا يهدم لهم بيت نار، وأن يكونوا أسوة أهل نهاوند في خراجهم.وصالحه أيضا عن أهل دستبى الرازي، وكانت دستبى قسمين قسما رازيا وقسما همذانيا.ووجه سليمان بن عمر الضبي ويقال البراء بن عازب إلى قومس خيلا، فلم يمتنعوا وفتحوا أبواب الدامغان.ثم لما عزل عمر بن الخطاب عمارا وولى المغيرة بن شعبة الكوفة ولى المغيرة بن شعبة كثير بن شهاب الحارثي الرى ودستبى.وكان لكثير أثر جميل يوم القادسية.فلما صاروا إلى الرى وجد أهلها قد نقضوا، فقاتلهم حتى رجعوا إلى الطاعة وأذعنوا بالخراج والجزية. وغزا الديلم فأوقع بهم، وغزا الببر والطيلسان.793- فحدثني حفص بن عمر العمرى، عن الهيثم بن عدي، عن ابن عياش الهمذانى وغيره أن كثير بن شهاب كان على الرى ودستبى وقزوين، وكان جميلا حازما مقعدا، فكان يقول: ما من مقعد إلا وهو عيال على أهله سواى.وكان إذا ركب ثابت سويقتيه كالمحراثين.وكان إذا غزا أخذ كل امرئ ممن معه بترس ودرع وبيضة ومسلة وخمس إبر وخيوط كتان وبمخصف ومقراض ومخلاة تليسة.وكان بخيلا، وكانت له جفنة توضع بين يديه فإذا جاءه إنسان قال: لا أبا لك! أكانت لك علينا عين؟ وقال يوما: يا غلام! أطعمنا.فقال: ما عند إلا خبز وبقل.فقال: وهل اقتتلت فارس والروم إلا على الخبز والبقل.وولى الرى ودستبى أيضا أيام معاوية حينا.قال: ولما ولى سعد بن أبي وقاص الكوفة في مرته الثانية أتى الرى.وكانت ملتاثة فأصلحها.وغزا الديلم، وذلك في أول سنة خمس وعشرين، ثم انصرف.794- وحدثني بكر بن الهيثم، عن يحيى بن ضريس قاضى الرى قال: لم تزل الرى بعد أن فتحت أيام حذيفة تنتقض وتفتح، حتى كان آخر من فتحها قرظة بن كعب الأنصاري في ولاية أبى موسى الكوفة لعثمان، فاستقامت.وكان عمالها ينزلون حصن الزنبدي ويجمعون في مسجد اتخذ بحضرته.وقد دخل ذلك في فصيل المحدثة.وكانوا يغزون الديلم من دستبى.قال: وقد كان قرظة بعد ولى الكوفة لعلى ومات بها، فصلى عليه علي رضي الله عنه.795- وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده قال: ولى على يزيد بن حجبة بن عامر بن تيم الله بن ثعلبة بن عكابة الرى ودستبى.فكسر الخراج فحبسه، فخرج فلحق بمعاوية.وقد كان أبو موسى غزا الرى بنفسه وقد نقض أهلها ففتحها على أمرها الأول.796- وحدثني جعفر بن محمد الرازي قال: قدم أمير المؤمنين المهدي في خلافة المنصور فبنى مدينة الرى التي الناس بها اليوم، وجعل حولها خندقا، وبنى فيها مسجدا جامعا جرى على يدى عمار بن أبي الخصيب، وكتب اسمه على حائطه.فأرخ بناءها سنة ثمان وخمسين ومائة.وجعل لها فصيلا يطيف به فارقان من آجر، وسماها المحمدية، فأهل الرى يدعون الرى المدينة الداخلة، ويسمون الفصيل المدينة الخارجة.وحصن الزنبدى في داخل المحمدية.وكان المهدي قد أمر بمرمته ونزله.وهو مطل على المسجد الجامع ودار الإمارة، وقد كان جعل بعد سجنا.قال: وبالرى أهل بيت يقال لهم بنو الحريش نزلوا بعد بناء المدينة.قال: وكانت مدينة الرى تدعى في الجاهلية ارازى، فيقال إنه خسف بها.وهي على ست فراسخ من المحمدية، وبها سميت الرى.قال: وكان المهدي في أول مقدمة الرى نزل قرية يقال لها السيروان.قال: وفى قلعة الفرخان يقول الشاعر، وهو الغطمش بن الأعور بن عمرو الضبي: 797- قال بكر بن الهيثم: حدثني يحيى بن ضريس القاضى قال: كان الشعبي دخل الرى مع قتيبة بن مسلم.فقال له: ما أحب الشراب إليك؟ فقال:أهونه وجودا وأعزه فقدا.قال: ودخل سعيد بن جبير الرى أيضا، فلقيه الضحاك فكتب عنه التفسير.قال: وكان عمرو بن معدي كرب الزبيدى غزا الرى أول ما غزيت، فلما انصرف توفي، فدفن فوق روذة وبوسنة بموضع يسمى كرمانشاهان.وبالرى دفن الكسائي النحوي، واسمه علي بن حمزة.كان شخص إليها مع الرشيد رحمه الله وهو يريد خراسان.وبها مات الحجاج بن أرطاة.وكان شخص إليها مع المهدي، ويكنى أبا أرطاة.وقال الكلبي: نسب قصر جابر بدستى، إلى جابر أحد بنى زيبان ابن تيم الله بن ثعلبة.798- قالوا: ولم تزل وظيفة الرى اثني عشر ألف ألف درهم، حتى مر بها المأمون منصرفا من خرسان يريد مدينة السلام، فأسقط من وظيفتها ألفي ألف درهم، وأسجل بذلك لأهلها.
|